الحكومة تتحرك لدعم أسر ضحايا "صبايا العنب" في حادث المنوفية المأساوي

في استجابة عاجلة للحادث المفجع الذي شهدته محافظة المنوفية، قررت هيئة الرقابة المالية في مصر صرف تعويض فوري قدره 100 ألف جنيه لكل أسرة من أسر المتوفين في حادث التصادم الذي أودى بحياة 19 شخصًا، من بينهم 18 فتاة وسائق ميكروباص، كانوا في طريقهم للعمل بمدينة السادات.

الحادث، الذي وقع صباح الجمعة على الطريق الإقليمي أمام قرية مؤنسة بمركز منوف، جاء إثر اصطدام شاحنة نقل ثقيل (تريلا) تسير في الاتجاه المعاكس بسيارة ميكروباص تقل العاملات. وبحسب التحقيقات الأولية، فإن مخالفة سائق الشاحنة لقواعد المرور كانت السبب المباشر في وقوع الكارثة، التي أسفرت أيضًا عن إصابة ثلاث فتيات، حالتان منهن في وضع حرج.

رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، محمد فريد، أصدر توجيهًا عاجلًا إلى المجمعة المصرية للتأمين الإلزامي بصرف التعويضات المستحقة لأسر الضحايا، تنفيذًا لقانون التأمين الموحد رقم 155 لسنة 2024، والذي ينص على تعويض حالات الوفاة بمبلغ 100 ألف جنيه، وتقدير تعويضات الإصابات بناءً على نسب العجز الطبي.

وفي إطار تسهيل الإجراءات، دعت الهيئة أسر الضحايا إلى سرعة استكمال المستندات المطلوبة، مؤكدة اعتبار هذا الملف أولوية قصوى، مع توجيه العاملين بالمجمعة لتقديم الدعم الكامل للأسر، والإسراع في البت بطلبات التعويضات. كما أعلنت المجمعة استعدادها للتواصل المباشر مع الأسر فور تسلّم أوراق الحادث من النيابة العامة، تمهيدًا لاستكمال البيانات القانونية اللازمة.

وقد ألقت الأجهزة الأمنية القبض على سائق الشاحنة المتسبب في الحادث بعد محاولته الفرار، وبدأت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الواقعة، بما يشمل إجراء الفحص الفني للمركبة.

الحادث أثار حالة من الحزن العارم في أرجاء مصر، خاصة في قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، والتي فقدت عددًا كبيرًا من فتياتها العاملات اليوميات، وُصفن بـ"شهيدات لقمة العيش"، حيث كن يسعين لمساعدة أسرهن بأجور يومية بسيطة، في مشهد إنساني مؤلم هزّ وجدان الشارع المصري.